الاثنين، 30 ديسمبر 2013

زمانا من الحلم..والمستحيل.


هذا موقف كان ولابد أن يخلّد.
في أشد أحلامي جنوحاً لم يكن ليخطر لي حتي ولو أقلّ جزء مما حدث..
كانت لحظات خاطفة كاحتراق شعلة الشهب ليلا
في جوف الظلام الجديب..
قطرات مطر أخيرة تبلل شفتي زهرة ظامئة منذ زمن بعيد للري..ول
لماء.
ظلّ ملائكي أخضر يرتمي تحته الغريب المتعب القادم من لا مكان.
أنت هنا..هل تصدق..؟، وفي آخر مكان تصورت يوما أن توجد فيه أو تحوم ركابك حتي بقربه..
هنا حيث المشاعر بِكْر..والأحاسيس عذراء..
والعواطف ربيعية نضرة لم يضْنها بعدُ شتاء
الشوق الغامر، أو حرّ اللهفة الموحش القاس..
هنا في أقدس حرم وأطهر مقام..وأجمل ما يمكن لعين أن تري..
وأعذب وأشهي ما يمكن لفم أن يمسّ..
هل هذا الذي يتواثب بين الشاطئين نهر من شهد وعسل..؟
وهذا العبير الذي ينزّ من هاتين الزهرتين المتقابلتين محيط عطر..؟
وأنا ما بين سُكْر عذوبة الشهد، وخمرة العطر الفواح
تتغشاني رجفة الأعصاب حينا بعد حين..
كل خلية بداخلي كانت ترتجف..
ترتجف انبهارا..وسعادة..والتذاذ..
كرجفة حبات الرمل تدغدغها ملامسة الأمواج.
يا لزورقي المهدود ومجدافي الكسير..
بطلين كنتما، وحاولتما -أشهد- أن تصمدا..
ولو كنتما في خضم أعمق موجة لظللتما تجالدان حتي النهاية،
لكنما هي طاقة النور التي انفتحت بغتة..
افتغارة الثغر التي تخجل منها شموس مجرات بأسرها..
رداء الحرير يغطي الغيوم..يغطي مطالع البدور..فلا تريان 
إلا ما تشاء هي..
هي التي تأبي الكلمات في إصرار أن تصفها..
حرام علي الجُمل أن تدنس كينونة طيفها لتعطينا ولو تفصيلا
دقيقا واحدا..
المفردات جميعها تثور في وجوهنا وتتقاذفنا -غضبي-
بكل ما تحمل من حركات وسكنات
لو ألمحنا إليها -ولو من بعيد- راجين منها صياغة ما حدث.
مثقلين بالفرحة..بالنشوة..بالذهول..
نترحّل عن أنفسنا لنخطب ودّ الذاكرة عساها تردّ وتبْرد لهيبنا بالتذكار..
وتعطينا ولو حتي صورة مشوشة مهزوزة لما كان..
لكننا حمقي إذ نطلب المستحيل..
هذه لحظات تسقط من ذاكرة القلب قبل العقل لأن كلتيهما لها مدي لا يمكن أن تتجاوزه..
هذه اللحظات ولدت لتمحي..وطرأت لتزول..
وكانت فقط لتذكرنا أن السماء -بكل ما تحمل من رمزية- 
يمكن لها أن تكون في متناول أيدينا يوما..وأن نقع أسري لحبائل عطرها..وريق شفاهها العذب النضير.
كيف..؟..أي سحرِ..؟..أي سعادة وهناء..أي تفسير...؟
لكن لا جواب..فقط الصمت..
تنظر لأطراف أناملك..تلامس مفردات وجهك..
تتحسس -في وهن- وجيب قلبك المضطرب،
وتهمس في المرآة لنفسك..هذا أنا..فمن كان هناك..
وماذا رأي..وبمَ أحسّ..؟
ومن جديد لا جواب ..
ولكن -وبكل أطياف الفرحة تطوف أرجاء روحي-
لا أنسي الرسالة الأخيرة:
شكرا لصمودك أيها القلب.

محمود
27/12/2013

هناك 9 تعليقات:

  1. لله درك ياأيها الأديب كلماتك برشاقة آخاذه تنتظم لترسم صفحة وضّاءة تنساب في حنايا القلب وترتقي بالفكر لتدفع القارئ بحماسة فريدة ليلتقط درر المعاني ويحيا بنبض فؤاده مابين الحروف , رعاك الله أي بني الفاضل وزادك من فضله د/نور الدين أسعدك الله كم تسعدني إطلالتك مع خالص الدعاء وأجمل الأمنيات

    ردحذف
    الردود
    1. أعزّكم الله يا أعزّ الناس لدينا في الحياة..
      جزي الله فضيلتك خيرا علي كل هذه المجاملة..والإطراء.

      حذف
    2. لله درّك يا نور الدين , وهل وصفت إلا واقعا عشته بكل جوارحي ؟؟لماذا تتهمني دوما بالمجاملة ,,,وما عرف كل من حولي عني هذه الصفة , نعم بفضل الله رزقني سبحانه حسن اختيار العبارات وإيصال الفكرة للآخرين حتى ولولم تروق لهم ... حقا لقد أنعم الله عليك بتميز في التعبير وجمال في الأسلوب وعمق في الفكر .. اسأل الله أن يزيدك من فضله وأن يمتعك بما آتاك, ويسعدك ويسعد بك ,,ودمت في رعاية االله

      حذف
    3. دعاء سيادتك لي هو أكثر ما يدخل علي قلبي السكينة والفرحة والهدوء...شكرا علي كل شيء.

      حذف
  2. وكأنك تكتُب بحروفِ الألق على ورقٍ من طيفِ المحسوسِ اللاملموس!.. كلماتك تنبضُ حيةً في الوجدان، وحروفٌ تنفثُ في الروعِ صفاءً وجمالا لا يوصف.. دمت مبدعا أخي الحبيب

    ردحذف
    الردود
    1. ان شهادتك هذه فيما اكتب مجروحة يا صديقي..
      شهادة الاحباب لبعضهم البعض لا تقبل..
      ولولا هذا لشهدت امام الجميع انك انت الاستاذ ونحن بجوارك تلاميذ تخطو الخطي الاولي علي مسرحية الحياة..
      من كل قلبي شكرا.

      حذف
  3. وكأني بروائع كلمكم أبصر أطيافا تتلأﻷ .. تضئ ظلمة واقعنا ... نور يتسلل من كوات رياض وجنان
    .. تحدو بنا نحو عالم أرحب
    عالم من أماني وأحلام
    أشكر لكم حضور خفي ظاهر طاهر محبب يحملنا حيث لا مجال لألم ولا لحزن ولو لثوان معدودات أخيا

    ردحذف
    الردود
    1. هذه التعليق البالغ الرقة من نوع التعليقات التي اسميها بــ (الــمُـسكتة)...
      وهي تلك التعليقات التي يكون أفضل رد عليها هو السكوت..والصمت..
      فكل هذا الثناء والتكرم من (سيادتك) لا تكفيه كلمات شكر تجزيه: (إن الحروف تموت حين تقال).
      جزاكم الله خيرا.

      حذف
    2. أكلنا نجامل ؟؟ بل هو التواضع منك يابني , بل إن رقي طرحك وجمال عباراتك تفتح لي بابا جميلا في التعليق لأكتب بطريقة أحاول فيها أن أقترب من أسلوبك في روعة الانتقاء والتعبير ...وفقك الله ورعاك أي بنيّ د/ محمود

      حذف


ما رأيك فيما قرأت...؟؟؟؟؟...(((أضف تعليق)))..