الأربعاء، 11 أبريل 2012

عزف منفرد علي بقايا الذاكره..


الحياة علي هامش الحياة..
هي تلك الحالة التي لا تستطيع ان تتبين معها ان كنت ميتا..
ام مازلت علي قيد الحياة..!!

حين تفقد كل لذه...وكل حلم ....وكل امل..
حين تفقد احساسك وتتحول الي لوح من الثلج البارد...
تتكلم بغير حماس..
وتستمع دونما اهتمام...
تشرب...من غير ظمأ..
و تأكل...من غير جوع..
 فقط لان شرابا أو طعاما لم يطرق باب معدتك منذ ثلاثة ايام..
حين تتذكر انه يتوجب عليك النوم لبعض الوقت..
 لانه لم يغمض لك جفن منذ اول امس.
وحين تبتسم في وجه اقاربك واصدقائك
رغم كل ما يعتمل في قلبك من احزان..
فقط لانهم لاذنب لهم في همومك..
وليس من حقك ان تشركهم معك في غمومك.

حين تعيش كنبتة صغيرة مهترئة الاوراق في مصب النهر...
تغمرك كل لحظة ملايين الاطنان من هموم الحياة واوجاعها...
فتفقد كل معني للمقاومه...
وتترك نفسك لتيارها يتقاذفك حيث شاء..
بلا ادني رغبة او مقدرة علي التحمل ...
ايضا فقط لانك لا تملك ترف الموت....
أونعمة ترك الحياة.

حين يملأ الصمت كل جوانب حياتك..
ربما  لانك تخشي ان فتحت فمك ان يغلبك البكاء.
وحين تنظر في دفتر ماضيك فتندم
ودفتر حاضرك فتغتم
ودفتر مستقبلك فتتشائم...

حين تمشي بلا هدي...
وتسير الي غير ما وجهة.
حين تخطوا برفق....
عالما انك انما تخطوا علي احلامك التي بددتها الرياح
ونثرتها عواصف المساء.

وحين تنظر الي البدر فتري عليه مسحة من وجوم
يحاكي وجهك..
ويقايا من غيوم..
تشابه حزنك
فترنوا ببصرك الي النجوم التي كانت منذ قليل تتضاحك..
وترمي بعضها بعضا بندف من غسق الدجي الازرق
ثم تجدها الان
وقد غشيها السكون
حتي لكأنما تكاد تسمع اصوات انفاسها المكتومه.
وكأنما لا تجد ما تقدمه لك سوي ان تشاركك الاسي..
وتغني مع دقات قلبك معزوفات الصمت الاثيره.

حين تصغي بسمعك في الافق..
فيفجعك ذلك الصمت الذي يخشي ان يشق ظلام الليل البارد..
ويرتجف قلبك لكل هذا السكون...
اين صوت حفيف الورق الذي كان لا يهمد طول الليل...؟؟
اين صوت النسيم وهو يتهادي برفق ذهابا وايابا في شرفة غرفتك..؟؟
اين الكروان الذي اعتاد ان يصدح كل يوم مع دقات منتصف الليل.؟؟
اين صوت الحمائم الذي كان يطربك بهديره طوال السحر...؟؟؟
اين صرخات جراء القطط التي كانت تطرق سمعك من بعيد..؟؟
لا شيء غير الصمت...
والسكون...
والليل الذي يخشي أن يهتك سترة الليل...


حين تمضي الحياة من  حولك  وانت  لا تشعر بها.
وكأنما تتابعها من بعد آخر...
أومن خلال بلورة مسحوره...
تري وتسمع كل ما يدور..
  لكنك تفتقد المقدرة علي التفاعل مع الاحداث...
ولاتجد في نفسك من الرغبة ما يدفعك حتي لفعل ذلك.....
وتبدأ ورويدا رويدا شعلة الحياة تبهت في الضلوع
ويخفت ما تبقي من قبس الايمان بين جنبيك..
ولا يبقي من ذكراهما سوي بعض الظلال
التي تتراقص سكري علي سفوح الاماني وقمم الاحلام..
وتفقد معهما ما بقي لك من معاني بشريتك....
وتنتابك فكرة انك في طريقك  للتحول الي  لكائن ما...
لا يمت لعالم الواقع بصله.
يروادك هذا الشعور في البداية فتدفعه..
ثم يلح علي ذهنك بقوة اكبر..
ثم يغدوا هو واقع حياتك وقاعدتها.
يغدوا واقعك الذي تستشفه في كل حركة او سكون...
في كل همسة او لمسة...
وحينها تفقد البقية الباقية لك من  احساسك حقا...
وينقطع ذلك الخيط الواهي الذي يربطك بكل ما حولك..
ومن حولك.....
لتتحول-كما قلت - الي لوح من الثلج البارد...
الي صورة ثنائية الابعاد معلقة
-داخل اطار عتيق من الحزن-
في احد الاركان..
تكسوها خيوط العنكبوت...
ويملأ الغبار كل سنتيمتر منها....
صورة مصغرة تجسد كل معاني الضعف والكمون والانزواء
..

أنا اكره ان اكون ضعيفا....
لكني اكره اكثر احساسي بالخواء.
لا اريد ان انثر دموعي علي الملأ..
لكن الصمت والسكون من حولي يثيران هلعي...
واحس بقبضة الكمون الباردة تزحف علي مداخل شراييني..
وتتوغل في وحشية الي اعمق اعماق ذاتي..
اتلفت حولي...
باحثا عن طوق نجاه...
عن طريق لا تبدو في نهايته هوة ساحقة تبتلعني...
اقلب بصري في ارجاء كوني المحدود...
فلا اجد من يرافقني الي مطلع الفجر غير القلم.
ودفتر مذكراتي..
فهما فقط من بقيا
بعد كل الراحلين...
ووحدهما من رفضا المسير مع قوافل المغادرين..
فأحاول ان اقطع خضم  الليل الطويل بمسامرتهما..
والعزف علي ايقاعهما المتناغم الرقيق...
احساس ببعض الحياة ينتاب اطراف اصابعي  حين امسك القلم .
واحساس  ببعض السكينة يغشيني
حين يقطع ذلك السكون العميق المحيط بي
صوت الورقة وهي وتشتكي
(بخرفشتها المعهودة)
من وقع سياط الكلام عليها...
اتناولهما بين يدي لاكتب...
لاادري لماذا اكتب....
ولمن....؟؟؟
لكني في داخلي اعرف الاجابة:
انا اكتب لانه ليس هناك شيء آخر لأفعله...!!
عمل آخر يضاف الي قائمة اعمالي التي لن تجد طريقها للخلود اطلاقا..
وحلقة جديدة من حلقات الخواء الذي اشعر به..
تماما ككل شيء آخر أفعله...
فقط لاني مضطر ان افعله...!!

ثم ماذا....
بعد ان اكتب اشواقي....
وانثر علي مسامع الازهار
مدامعي كالمطر..
حين افجر في النهار براكيني
ثم يقتلني في المساء الضجر..
اعلم ان النتيجة لا شيء.....
لذلك اتوقف عن الكتابة...
و اغلق دفتري وأكفن قلمي بالكلمات الهامدة التي كانت تنبض بالالام منذ قليل...
أضع كلاهما بجانبي في صمت...
وأنا احدّ النظر اليهما....
 نظرات ملؤها الخواء...
الخواء....الذي اصبح نكهة طعامي....
ولون احلامي...
والصبغة التي يصطبغ بها افق حياتي....
الخواء المفرغ من كل معني ...
وكل لذه...
وكل احساس.
الخواء المميت المتناهي الابعاد
الذي يدفعني لأتناول قلمي ودفتري من جديد
لأخط  علي غلافه الخارجي الموشي...
بخط يلهث دما..
 لا تنتظر شيئا.....
فلن يأتي شيء.
....
لا تنتنظر شيئا...
فلن يأتي شيء

...

لن يأتي أي  شيء.

...
نورالدين.

هناك تعليقان (2):

  1. لأخط علي غلافه الخارجي الموشي...
    بخط يلهث دما..
    لا تنتظر شيئا.....
    فلن يأتي شيء.
    ....
    لا تنتنظر شيئا...
    فلن يأتي شيء

    ...
    لن يأتي أي شيء لايانور الدين لابد أن لك من اسمك نصيب أنا أتصور نور الدين وإن كان ذا إحساس مرهف ونفس شفافة لكنه يحمل من الإيمان في حنايا صدره مالايؤثر فيه شيء من حوادث الدنيا الزائلة لقد آلمني ماارتسم في مخيلتي من معاناة تعيشهاوأذرفت عيني, قد لاتكون محيلتي قادرة على تحدبد ملامحها ولكني بشعور الأم المشفقة على بنيها رفعت يدي لله تعالى أسأله أن يبدل همك فرجا وحزنك فرحا ,ويأسك أملا ,,,ولا أدري حقيقة هل يمكنني مساعدتك للخروج من أسر هذه المشاعر التي حاول قلمك أن برسم صورة لها ,,,,أي بني قرابة الدين تفرض علينا أن نبذل كل مانستطيع لنساهم في مد أنفسنا ومن نعرف بأسباب القوة والطمأنينة لذا أرجوك لاتتزددإن كنت تجد أنني أهل لمساعدتك وربما خبرتي في الحياة وأني أم لإثني عشر من البنين والبنات ولرتل من الأحفاد وأفواج عديدة تخرجت على يدي بفضل الله من الداعيات والطبيبات والتربويات وكل هذا من فضل ربي ------أقول قد يكون ذاك يؤهلني لتقديم خدمة لك أسعد من خلالها بأن أرى قلمك الثر وأدبك المتميز يسطر لوحة رائعة تطير بأصحاب الهموم فرحا وإقبالا على علام الغيوب ,وترسم بسمة التفاؤل والأمل لاعلى شفاههم بل في أعماق قلوبهم, رعاك الله وحقق أملي ومعذرة فلقد أحسست أن هذا واجبي ودمت بأحسن حال نورا يضيء

    ردحذف
    الردود
    1. فضيلة الدكتوره..
      معرفتكم كانت شرفا عظيما لي..وتفضلكم بالتعليق كان شرفا اسمي..
      فجزاكم الله خيرا علي اهتمامكم.
      ويكفيني تكرمكم بالدعاء لي..وما تلمحته من خلال كلماتكم من اهتمام مشوب بالاخوة الصادقه..ومن رغبة منكم في ادخال السعادة علي قلبي..
      واني لشاكر لسيادتكم جدا شعوركم الطيب نحوي..
      سعدت جدا بكلماتكم..وارجوا ان اكون عند حسن ظن فضيلتكم..

      حذف


ما رأيك فيما قرأت...؟؟؟؟؟...(((أضف تعليق)))..