الأحد، 18 نوفمبر 2012

اللا منتمي../ قصة قصيره


منزويا مكتئبا حزينا شاردا يجلس علي مقعد عتيق في محطة القطار بانتظار أن يأتي القطار ليقلّه الي وجهته..
وما تراها وجهته..؟؟
انه لا يدري..ولا يريد أن يدري..!
لماذا تطالبونه ان يعرف هذه بالذات، وهو الذي لم يعرف ابدا أي شيء في حياته مسبقا..؟؟
 لقد جاء الي الدنيا دون أن يهتم أحدهم بأخذ رأيه..أدخلوه الي احدي المدارس دون ان يسألوه عن رأيه أيضا.
 وحتي حينما قرر ان يترك المدرسه بدون أن يكمل تعليمه لم يشغل أحدهم باله أو يهتم بسؤاله عن وجهة نظر في هذا الامر..
وهو قد حمد الله علي هذا..لانه حقا لم يكن يملك وجهة النظر هذه التي تكفل له الرد..!
لقد توقف عقله عن التفكير منذ زمن، كأنه عضو أثري لحق بأسلافه السابقين في طريق الضمور..
وفي نفس الوقت تقريبا -ومن باب المصادفه- توقف عن الحلم..عن الامل..عن انتظار الغد.
وكان القرار الثوري الذي أخذه في حياته كلها هو:أن يكف عن ارتداء الساعات..باعتبار ان الوقت بالنسبة له لا يمثل اي قيمة من اي نوع.
وقراره الثاني كان هو الا ينظر في المرآة أبدا.
لهذا لم يعد يهتم كثيرا بمنظره العام، او بهندامه وشكل ملابسه..
بل إنه حتي قد نسي شكله، ولو قابل نسخة مكررة منه في الشارع لما أثارت أدني اهتمام لديه..!
لقد راق له منذ زمن أن يعتبر نفسه غير منتميا لهذا الكوكب..
شبحا سيّارا جاء هذه الدنيا بالخطأ ،وينتظر الوقت المناسب الذي سيغادرها فيه.
وكانت الخدمة -الوحيدة ربما-  التي قدمتها له الحياة هي التفرد..والوحده..وانقطاع كل ما يربطه بأدني أحد.
- من بعيد يرتفع النفير الصاخب المميز للقطارات، وكأنها تلقي من خلاله السلام علي مبني المحطة الذي يتثائب في كسل، وعلي الركاب الواقفين ليؤدوا للقطار الواصل للتو التحية بإجلال واحترام.
وكأي صاحب منزل مهذب يقف القطار في وقار ويفتح أبوابه -في كرم بالغ- لهذا الشبح الخافت الذبول..
وبلا ادني تعبير علي وجهه قام من مقعده واتجه الي القطار، وصادف ان العربة المقابلة له كانت الدرجة الأولي المميزة (سياحي)، وخطر له ان هذا المكان غريب عليه،لم يره أو يركب فيه من قبل.
 وهمّ أن ينزل ليعود ادراجه الي احدي العربات المتهالكة في آخر القطار حيث ينتمي، وحيث يشعر بالألفة والراحه.
 لكن القطار قطع عليه مرة اخري حبل افكاره وهو يلقي سلام الوداع علي المحطة الغافية ، لينطلق بسرعة نسبية لم تسمح له بالنزول وتنفيذ ما كان قد عزم عليه.
فكر أن يقف علي الباب حيث كان لأنه حقا لا يشعر بأدني ارتياح لوجوده في هذا المكان الفخم، لكن تيار الهواء البارد وكونه يرتدي ملابس اخف من السحاب أجبراه جبرا علي أن يخطوا بالقدم الاولي داخل عربة القطار..
خطوة قصيرة متوجسة مرتابه..تبعتها خطوة ثانية قلقة متنمره..
ثم توقف في مكانه لخمس دقائق كامله، ليري تأثير وجوده في هذا المكان الفاخر -بالنسبة له..
لكن شيئا لم يحدث..
لم يخرج القطار عن مساره مغتاظا وينقلب بكل من فيه..!
لم يتعلق (بائع التذاكر) برقبته بيده اليمني، وهو يحاول -باليد اليسري- الاتصال بمستشفي المجانين لتأتي كي تقبض علي هذا الافّاك الاثيم الذي تجاسر علي أن يخطو مسافة قدمين داخل عربة الدرجة الأولي.!
لم تصرخ احدي السيدات في وجهه ،ثم تفرغ ما في جوفها اشمئزاز منه ومن وجوده، ثم ترمي -في النهاية- نفسها من نافذة القطار كنوع من التجديد..!
لم يحدث شيئا..
لهذا جلس علي اقرب كرسي وجده أمامه وهو مازال يعتقد أن في الامر خدعة ما..
 إن الاسد يوم يسمح لك بدخول عرينه دون أن يفترسك فليس هذا أمرا مبشرا علي أية حال.
بل يعني أنه يعد العدة لأن يفعل فيك ما هو أكثر من مجرد افتراس عادي.
علي مقعد من توتر جلس..
التكييف فوق رأسه..الزجاج الكامل غير المتهشم..الستائر الزاهية اللون فوق الزجاج..
أشياء قد تبدوا للبعض عادية..لكنها بدت له قمة الرفاهية والسحر الذي لا يصدق.
 زاد هذا من توتره..وزاد من انكماشه فوق مقعده الوثير المريح..
لكنه شبح..والاشباح لا يلاحظها أحد..فمم يقلق اذن..؟
-انه شبح..والاشباح لا يزعج وجودها احدا..فلم التوتر..؟
-انه شبح...
لكن لماذا تنظر اليه هذه الفتاة هكذا....؟
  لاحظ نظراتها فجأة فأجفل..
انه ربما لا يملك من الدنيا كلها سوي أسماله البالية التي تداري ثروته الوحيدة من العظام النحيفة التي تذكّره -لضعفها ونحولها- انه حقا مجرد شبح..!
لكنه رغم ذلك كله مازال يحتفظ باحترامه ورقي روحه..!
انه لا يدري من أين ورث هذين الشيئيين، مؤكد من شخص ما..لكنه تعس اذا لم يرث معهما ما يكفي من المال.
وإنه ليرحب حقا بمن يبادله هذا الاحترام والرقي الروحي بشطيرة من (الطعمية) كي تخرس الوحوش الضاربة التي تتصارع داخل معدته الخاويه..!
-انه شبح..والاشباح لا تجفل من البشر..
لهذا تجاسر ربما للمرة الاولي في حياته ليرفع عينيه في عيني الفتاة المقابلة له..
انه لم يقرأ لفولتير من قبل، ولم يستمع الي بحيرة البجع علي ما يذكر،ولم يشاهد لوَح فنانيّ النهضه دافنشي ومايكل انجلو من قبل..
لهذا فهو لم يقتبس معاييرا جمالية جاهزة كما اعتدنا أن نفعل،بل له معاييره الخاصة به.
انه شبح..والاشباح لا تعرف مقاييس للجمال غير الشمس والقمر..وسحاب الربيع الوليد الغرّ.
 وجمال الشمس والقمر -ومعهما سحاب الربيع الغرّ- يغدوان بالنسبة لجمال هذه الفتاة شيئا وضيعا مبتذلا -ربما كشطيرة الطعمية التي كان يفكر فيها منذ قليل مقارنة بهذا المكان الفخم-.
لهذا اتسعت عيناه..اتسعتا في انبهار اولا..ثم في غير تصديق ثانيا..
انه يتفهم ان تبيحه الشمس شعاع ضوء يستحم به..ويتفهم أن يهديه القمر -في غفلة عن أعين الرقباء- ابتسامة حانية في الليالي التي لا يكون فيها مشغولا بسماع قصائد العاشقين..
ويمكنه ان يستوعب أيضا ان تترفق به سحب الربيع الوليدة وترسم له صورة ارنب صغير يتقافز في مرح فوق أشجار الصفصاف التي تبدوا من بعيد..
لكنه لا يفم ابدا كيف يمكن لجمال مجسّد أن يمنّ عليه بنظرة طويلة متفحصة كهذه..
ان هذه الفتاة الخرافية الجمال لم ترمش بعينيها مطلقا من لحظة دخولة الي عربة القطار..
اي ابهار يملكه ليسحر فتاة هي السحر ذاته كهذه الفتاة..؟؟
انه شبح -قالها لنفسه- والاشباح ربما تملك جاذبية من نوع خاص لا يملكها الفانون..!
وبحركة لا ارادية حرك يده ليمررها علي خصلات شعره المتهدلة علي جبينه،ثم سمح لها ان تنزلق لتعدل من وضع ثيابه ما أمكن..وللمرة الاولي في حياته تمني ان لو كان بقربه مرآة ليري وجهه ومدي هندمة ثيابه،
وبصعوبة بالغة حاول ان يتذكر أخر صورة انطبعت في ذهنه له..
لقد مر علي هذا اعوام كثيره..لكنه يذكر انه كان وسيما..رقيق المحيّا.
تري كيف اصبح الان...؟؟
ان الفتاة..السحر التجريدي..الجمال العذري المخبوء في قلب كهوف قبائل (التندرو) حيث لم يجسر بشري أن يدنوا من قبل..مازلت تنظر اليه..برقه..ووداعة..وهدوء.
هدوء يغريك أن تغرق..وهو لم يكن يجيد السباحة أبدا.
لهذا غرق في امواج هاتين العينين اللتين تجتذبانه الي الاعماق..
الاعماق حيث لا تستطيع استيعاب سوي انك لم تعد تملك السيطرة علي مشاعرك.
ان هذه الفتاة تجتذبه بقوة غير مفهومة الي عالم الحلم..وهو عالم لم يجرب دخوله من قبل قط.
-انه شبح..والاشباح ليس من حقها أن تحلم..!
انه شبح..والاشبا....
وكان هذا أقصي مقدار يستطيعه من المقاومه..لهذا انفتح الباب علي مصراعيه..
وتسابقت الاحلام الي ذاكرته المفرّغه وعقله الخالي..
تخيل نفسه وهو يرتدي بذلة سوداء أنيقة ذات كرافتة بلون أرواق الورد، وهو يتقدم الي هذه الفتاة في ثوب زفافها الازرق بلون الصبح الناشيء..
 تخيل نفسه وهو يحمل ابنته الصغيرة الرقيقة كملاك أعارته السماء لساكني الارض ويرفعها الي أقصي ما يستطيع ثم يلتقطها قبل أن تقع علي الارض وهي تضحك ضحكة طفولية نغمية جميله.
ورأي نفسه وهو يفتح الباب وينزل من سيارته الفارهة الضخمة امام باب المدرسة في أول يوم يذهب فيه ابنه الصغير اليها..
الحضن الدافيء..القبلة المعتادة بطعم الشهد..ثم يبتعد الصغير في مرح وهو يلوح لأبيه  في رقة ونشاط.
 أفاق من أحلامه علي خفقات قلبه التي لم يعتد سماعها من قبل، ليجد ان ايقونة العطر المجسد مازلت ترمقه بنظراتها الهادئة الثابتة الحنون...
ان هذا جميل..جميل..
لهذا يغمض عينيه ويلقي بروحه داخل جبّ الاحلام السحري مرة اخري..
ليري نفسه في هذه المرة وهو يتأبط يد ابنته الصغيرة -التي لم تعد صغيره- بل صارت عروسا شابة مبهرة كأمها، ليقم بتوصيلها الي عريسها الشاب المهذب الذي ينظر الي الارض في خجل..
شاهد نفسه يداعب أحفاده..ويحقق ارباحا خيالية في سلسلة شركاته..ويسافر ليجوب العالم هو وزوجته بعدما اطمئنا الي زواج ابنائهم، وتأكدا انهما أديا مهمتهما في الحياة علي اكمل وجه..
-انه يغرس الشوكة فيما أمامه ليقدم لها الطعام بينما أضواء برج ايفيل تحنو عليهم من بعيد..
 - انه يستمتع برؤية الانبهار المترسّم علي وجهها الملائكي وهي تشاهد شلالات (نياجرا) الساحره.
- وهو يمسك المجداف بينما زوجته لا تصدق ان هذه مدينة البندقية التي لطالما حلمت برؤيتها...
وتعبيرا له عن الامتنان علي كل هذا السحر-فوق تلال كمبوديا الحالمه - تلتفت اليه بنظرة لو ألقتها علي أشد الصحاري جفافا لنبتت علي اثرها ارق الاعشاب التي سمع عنها علماء النبات يوما ما.
لكنه يبادلها نظرات اعمق...ويردد في سعادة: هذا اقل ما اقدمه لك ايتها الساحرة التي أحبَك الشعراء دون أن يروكِ..ورسم عنك الرسّامون دون ان يلقوكِ..ونحتك النحّاتون -كرمز ابدي للجمال- فوق جدران المعابد الخالية دون أن يدركوا انك موجودة حقا.
تسعدها الكلمات فتغمض عينيها وهي تأخذ شهيقا عميقا معبقا بروائح أنسام (كمبوديا) التي لا تصدق..
ثم تقترب يداها من يده الــ...
(هيا يا ابنتي قد وصلنا)
قطع صوت عجوز مرتجف النبرات حبل تخيلاته، فألقي به فجأة من سماوات الاحلام العالية الي ارض الواقع الصلدة القاسيه..
وقبل أن يفيق من أثر صدمة السقوط أكمل الصوت
 بذات النبرات المرتجفة الواهنة وكأنها تحدث نفسها :
(ولهي عليك يا صغيرتي، يهبك ربك هذا الجمال البضّ ثم يأخذ منك كل عداه.!)
تقولها العجوز وهي تلقي ورقة خضراء اللون من يدها في أسف بالغ ، ثم تنهض من مقعدها في صعوبة لتأخذ بيد الفتاة -التي مازلت تنظر اليه في رقة وادعه!- وتقوم بسحبها من يديه وهي تردد من هنا يا ابنتي..من هنا.
لم يبد علي الفتاة أي تغير..ولم يبد علي وجهها أي انفعال، بينما الأم العجوز تطلب من احد الركاب ان يساعدها لإنزال ابنتها من القطار..
لم يبد عليه الفهم..!!
ولم يتخيل حتي ان الفتاة قد ذهبت بهذه البساطه..!
بدا كأنه مسحور أو مخدر، ولم يقو علي التحكم في اعصابه الا وقد بدأ القطار في التحرك فعلا..
قام بصعوبة ليستند علي مسند مقعده ومد يدا مرتجفة ليلتقط الورقة التي تركتها خلفها العجوز..
وليقرأها بحروف متدثرة بالرهبة كأنها موجة صقيع بارد تستبيح قفار (سيبريا الشاسعة) في عنف وجمود..
-الاسم: زهره عبد الرحمن
-السن: 22 عام   
- التشخيص النهائي: عمي كامل/ صمّ في كلتا الاذنين/ قطع تام للأحبال الصوتيه أدي الي بكم أبدي لا يمكن علاجه.
كتبت الكلمات السابقة بخط حديدي لا يمكن أن يصدر الا من جهاز بارد بلا قلب أو مشاعر، وخطر له أن هذا أمر منطقي، لانه حتي القسوة نفسها لا تملك ما يكفي من القساوة لتكتب كلمات كهذه في حق ملاك بريء ساحر شفاف كفراشة الجنة التي كانت ترافق أحلامه منذ قليل.
أحسّ برعشة باردة تسري في اطراف جسمه كله..رعشة أغرته أن يجلس ليلتقط أنفاسه التي وارتها الصعقات المتتالية السابقه..
لكنه تحامل علي نفسه وبارادة تتحدي كل قوي الكون قام بالاعتماد بمرفقه علي رؤس الكراسي ليقطع -بصعوبة بالغة- تلك المسافة القصيرة التي تفصله عن الباب الذي هبطت منه ملاكه منذ قليل..
وبعد جهد نجح في جذب الباب ليفتحه علي مصراعيه، وليستنشق أكبر كمية من الهواء النقي يذكرُ انها قد دخلت صدره يوما.. 
ومن عينيه تدحرجت دمعة واحداة دافئة جرت علي خديه مسرعة لتمتزج بقطرات الندي، ولتستقر أسفل عجلات القطار المسرع.   
إنه لا ينتمي إلي هذا المكان..وقد حان الاوان أن يغادره..
 وبيد تدرك أنها تنفذ آخر أمر يصدره اليها المخ، انقبضت علي الورقة التي تحمل اسم الفتاة انقباضة القدر علي أحداث الدهر..
-أنه شبح...والاشباح لا تبكي..
-انه شبح..والاشباح لا تترك ورائها دموعا..
-انه شبح..لطالما عاش حياة مزيفة لم يحبها، ولم يخترها..
وقد آن الأوان ليبدأ الان حياة الاشباح الحقيقية -التي لطالم تمناها-
بجنب من أوحت اليه ببشريته يوم ما.
انه شبح...هكذا عاش...وكذا قدّر له أن يموت.
                                                                       

                 تمـــــــــــت

                                                                                          نورالدين                                                                                                                                                                                                                 
  

هناك 4 تعليقات:

  1. رفقا بنا رفقا أغرقتنا في بحور من الدموع ..... لانكاد نجفف سحابة منها ماطرة إلا وتتبعها أخرى .......ألست ترى الشبح لم يمت لكنه قد عاد...... ورونق شخصه ازداد وآماله غدت حقيقة ولم تبق خيال ...... هل تراه باسما مع فتاته قد أشرق قلبه ..... وحوله كوكبة زاهية من أزاهير ناضرة تضاحكه.... و تلقي بدلالها المحبوب بين جوانحه ...... هل تسمعه ؟؟؟ إنه يقدم إلينا الاعتذار....سامحوني .... واغسلوا مثلي عن قلوبكم ...مرارة الأحزان !!!!! قدكان أمامي حدارا .... ويالقسوة الجدار.....كأنه حجب عن بصيرتي .....حقيقة تقول أنه لامحال .... مع قدرة القهار.....انظروا لي وقد غمرني بأحلى النعم الواحد الجبار......سامحوني قد غفلت
    وكأني قد نسيت ...... ياويحي : أنه لاقنوط في قلب ينيره الإيمان .......سامحوني وانظروا هذي فتاتي وأنا.... وزهور تملأحياتي ...... قدغدوت في نعيم .... فشاركوني فرحتي .... واغسلواعنكم الأحزان .. وغدا نلتقي بصحبة الإخاء بسرور وهناء في حدائق الجنان

    ردحذف

  2. قصه -من وجهة نظري- مذهله والله...
    وانا استفدت منها اشياء كثيره جدا..

    ردحذف
  3. جميله جدا .....ولو انى متاكد انها تجربه شخصيه....المرأةوارتداء الساعات

    ردحذف
  4. ارتداء الساعات وعدم النظر للمرأة........تجربه شخصيه؟

    ردحذف


ما رأيك فيما قرأت...؟؟؟؟؟...(((أضف تعليق)))..