الاثنين، 16 يناير 2012

الازهر الشريف.


قف في ربوع المجد وابك الأزهرا
واندبه روضاً للمكارم أقفرا 


واكتب رثاءَكَ فيهِ نفثةُ موجَعٍ
واجعل مدادَكَ دمعَك المتحدرا 


المعهد الفرد الذي بجهاده
بلغت بلاد الضاد أعراف الذُّرَى



سار الجميع إلى الأمام وإنه
في موكب العلياء سار القهقرَى 


لهفى على صرحٍ تهاوى ركنه
قد كان نبعاً بالفخار تفجَّرا 


ما أبقت الأيدي التي عبثت به
من مجدِه عرضاً له أو جوهرا 


عجباً أيدركه الأفول لدى الضحى
من بعد ما نشر العلوم مبكرا 


سل مهبط الثورات عنها إنه
قد كان ناديها وكان المنبرا 

 
لا ينثني عن بعثها دمويةً
أو يدرك النصر المبين مظفرا 


سل موئل الأفذاذ من أشياخه
عن معشرٍ كانوا به أسد الشَّرَى


المبتغين رضا الإله وما ابتغوا
من حاكمٍ عرض الحياة محقرا 



كانوا المنار إذا الدياجي أسدلت
ثوب الظلام هدى الأنام ونورا 



كانوا لمن ظلموا حصون عدالةٍ
كانوا الشكيم لمن طغى وتجبَّرا 



ردُّوا غواة الحاكمين، وغيرهم
لتملق الأهواء كان مسخرا 


في وجهها وقفوا وهم عزّلٌ وما
لبسوا سوى ثوب الهداية مغفرا 


ما قامروا بالدين في سبل الهوى
كلا ولا تَخِذوا الشريعة متجرا 


عاشوا أئمة دينهم وحماته
لا يسمحون بأن يباع ويشترى 


ثم انطوت تلك الشموس وإنها
لأشد إيماناً وأطهر مئزرا 


ولقد مضى دهرٌ ونحن مكاننا
لا نبتغي في العلم حظاً أكبرا 


إن كان مجد الأمس لم نلحق به
أفلا نود غداً نصيباً أوفرا 
 
 
ما ضرني إذ نحن نخدع نفسنا
لو قلت ما أدري وفهت بما أرى 


ليس التعصب للأبوة مانعي
من أن أقول الحق فيه وأجهرا


أترى تعود إلى المريض سلامةٌ
أم تصرع الأسقام من قد عُمَّرا؟!

                                 شعر/ هاشم الرفاعي-رحمه الله-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


ما رأيك فيما قرأت...؟؟؟؟؟...(((أضف تعليق)))..