الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

رب إني لك عدت...

ربّ إني لكَ عـُدتُ  ‍
وعلى وجهي شظـايا  ‍
وكهوفٌ من خطايا  ‍
وطيورٌ ذرفتْ سري  ‍
وتلاشتْ في زوايا  ‍
فـإذا أبكي ، أراها  ‍
وإذا أشكو ، أراها  ‍
وإذا أهربُ ، كانت  ‍
وإذا أغفو ، أراها  ‍
وإذا أفـزعُ للأوهـامِ  ‍
وإذا غنيتها النسيـانَ  ‍
ومحتْ ذاتي ، وعادت  ‍
ربّ جنبني صداها ، فهي  ‍
هي نفسي !! وهي شيطاني  ‍
سكَنتْ فيّ ، وفي  ‍
وعلى مصباحها المخنوقِ  ‍
وكما ينطلقُ الإعصـارُ  ‍
وتسللـتُ الفجاجَ السـودَ  ‍
راهبـاً ضـلتْ مسوحي  ‍
ويح عمري ! ما الذي  ‍
قصـةً ، ما زالَ حولي  ‍
الأسى ، والإثمُ ، والعصيانُ  ‍
فإذا التوبةُ ألقتْ رحلها  ‍
وإذا الأوزارُ حطتْ  ‍
وإذا ركبُ الخطايـا لاحَ  ‍
وكما ينتفـضُ الطائرُ  ‍
وتـلفعّتُ بسري في  ‍
مثلما ينسـلُ مني  ‍
هـذهِ قصـةُ بستانٍ  ‍
حـاطباً أجمـعُ نـاراً  ‍
ليسَ لي فأسٌ ولا  ‍
من ربيعٍ ليسَ لي  ‍
ورحـيقٍ ، كل ما  ‍
وعبـيرٍ ، كل ما  ‍
وثمـارٍ ، كل وعيي  ‍
وغصـونٍ ظلـها يجهلُ  ‍
بَعثرتْ سري وعادتْ  ‍
جلّ ربي ! كل هذا  ‍
اذنـوبٌ ؟ أم دروبٌ  ‍
أنا كـذّابٌ ، ولكن كل  ‍
نقلَـتْ نفسيَ عن نفسي  ‍
فهو زورٌ ، وهو حقٌ  ‍
أنـا نفسي ذلكَ الإثـمُ  ‍
أنـا نفسي ذلك الزورُ  ‍
كل ما أشـكوه ، منها  ‍
عـذّبتني بخطـاها  ‍
وإلى قُـدسٍ عليٍّ من  ‍
وإلى اللهِ بنـوحي  ‍
وشـببتُ الجسمَ ناراً  ‍
ربّ.! من بُقيا رمادي  ‍
ربّ غفرانكَ ! إني  ‍
 
  من سرابٍ فيهِ تُهتُ
  نـدمٍ فيـه انتهيتُ
  تحتها نـارٌ وصمـتُ
  وطارتْ حيثُ طرتُ
  خَلَدي ، أنى سريـتُ
  أدمـعاً مما بـكيتُ
  كل مـا منه اشتكيتُ
  كل دربٍ قد سلكتُ
  كل حـلمٍ قـد رأيتُ
  كانت ما وهمتُ
  غـنتْ ما ذكرتُ
  لي بما كنتُ دفنتُ
  أعدى من عرفتُ !
  الذي منه هربتُ
  صحرائها الكبرى سكنتُ
  في السفحِ أقمـتُ
  في اللـيلِ انطلقتُ
  فـيه ومضـيتُ
  في هداها وضللتُ
  كنتُ على الرملِ كتبتُ ؟!
  كل ما فيها رويتُ
  .. هذا ما حملتُ
  عندي .. رحلتُ..!
  حطّ قلبي وانتشيتُ !
  للعينِ ، هفوتُ !
  للفجـرِ انتفضتُ
  الديـاجي وانسللتُ
  خـاطرٌ منه بـرئتُ !
  بـهِ كنتُ مـررتُ
  وأسىً فيما جمعتُ
  غرسٌ ، ولكني احتطبتُ
  فيهِ سوى أني وُجـِدتُ
  أعـلمُ ..أني قد شربتُ
  أدريهِ أني قد شممـتُ
  أنني منها قطفـتُ
  عني ما جهلتُ
  وهي للإيمانِ بيتُ
  ما الذي كنتُ ارتكبتُ
  في مهاويها جُرفتُ ؟
  ما قلتُ صـدقتُ !
  الذي كنتُ ادعيتُ
  وهو سرٌ فيه حرتُ
  الذي منـه هـربتُ
  الذي منـه جـزعتُ
  ذنبهُ ، مهما برئـتُ !
  وهـواها فـاستجـرتُ
  ضفـافِ النور طرتُ
  وعـذابـاتي اتجهـتُ
  وهشيماً واشتعلـتُ
  وحصادي لك جئتُ
  في ظلامي قد وئـدتُ
                   
       شعر / عمر بهاء الدين الاميري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


ما رأيك فيما قرأت...؟؟؟؟؟...(((أضف تعليق)))..